أرشيف

عفاف).. يتيمة حوَّلها فقدان الحنان إلى بائعة هوى في شقق المتعة الليلية..!!

 


بائعة الهوى أوفتاةا لليلكما يسميها البعض.. شخصية مرفوضة اجتماعيا ورغم أنها قد تجد مجموعة من الشياطين يشجعونها ويروجون لها ويتكسبون من ورائها،إلاّ أنها في النهاية تبقى نقطة سوداء في رداء مجتمعها الناصع.. ورغم أنها تعيش في عالم ربما لم تكن تخطط له أو تحلم به يوما أو تتمناه لنفسها، إلا أنها وجدت نفسها تسقط فيه فجأة ذات يوم سهوا أو عمدا لتعيش بعد ذلك تفاصيله وأسراره وهي تضحك للناس وتبكي بينها وبين نفسها.. كثيرات يعشن الآن خلف القضبان وكثيرات يفكرن بالتوبة وتؤرقهن ما بعدها من عقبات وكثيرات استهواهن الجو الموبوء وتكيفن معهدعونا نلج إلى حكايات ضحايا هذا العالم الأسود من باب الاعترافات لتكون عبرة لمن تريد أن تعتبر قبل الوقوع في الهاوية..


ما الذي دفع (عفاف) لبيع عفتها؟!


(عفاف).. فتاة في العقد الثاني من عمرها تنتمي لأسرة متوسطة الحال.. والدها يمتلك ورشة نجارة ماتت أمها منذ ما يقرب من عشرة أعوام.. تتلخص حكايتها في ان والدها تركها وحيدة تواجه مشاكل الحياة بعد وفاة أمها.. وللعلم إن معاناة (عفاف) لم تكن من الفقر والحرمان المادي فقط بل ومن الحرمان من حضن الأسرة أيضاً مما جعلها متهمة في العديد من القضايا والتي كانت آخرها مزاولة العمل في أماكن مشبوهة.. بكت (عفاف) ولكن بعد فوات الآوان.. وعندما أفاقت من غفلتها ألقت باللوم على والدها وظروفها، فهي الآن قابعة في أحد السجون تنتظر مصيرها لتدفع ثمن غلطتها وجرائمها.


رحلة السهر والانحراف ..!!


تبدأ (عفاف) سرد تفاصيل رحلتها مع الانحراف بلهجة تقطر دماً قائلة : كنت أعيش حياة عادية مع أسرتي المكونة من أبي الذي يعمل نجارا وأمي ربة المنزل.. كنت الابنة الوحيدة لوالدي الذي يعمل طوال اليوم ولا يعود إلاّ متأخرا ليتجه مباشرة للنوم، كانت والدتي هي الوحيدة القريبة مني ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه.. توفيت أمي متأثرة بمرض أصابها وكان عمري وقتها عشرة أعوام ومع وفاة والدتي إنهار البيت كله.. نسي أبي أو تناسى أن له ابنة من حقها أن تعيش في أحضان والد يعوضها بحنانه عن فقدان الأم..


صمتت (عفاف) للحظات غلبتها دموعها ربما تذكرت شريط حياتها لحظات لتعاود بنبرات حزينة: أبي هو السبب فقد كان مشغولاً عني دائما لم يعرني اهتماما ولم أجد أحداً بجانبي ينصحني أو يرشدني لطريق الصواب.. لم أشعر بدفئ المشاعر والحنان فبدأت أخرج من البيت باستمرار ولا أعود إلاّ في وقت متأخر دون أن يسألني أحد عن سبب التأخير أو إلى أين ذهبت أو مع من، وعندما بلغت سن السادسة عشرة من عمري تعرفت على فتاة تدرس معي في نفس المدرسة، وعلى الرغم من أنها تنتمي لأسرة بسيطة إلا أن ملامحها وملابسها كانت توحي لمن يشاهدها بأنها من أسرة ثرية.. بدأت أتودد إليها واقتربت منها حتي توطدت علاقتي بها ودفعتني إلي السير معها في طريق الانحراف الذي اكتشفت منه سر الأناقة البادية عليها.. في البداية تعلمت تدخين السجائر ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى تدخين الحشيش وإدمان أنواع كثيرة من المخدرات، وبعدها بدأت اتعرف على شباب وأسهر معهم كل ليلة وعرفت قدماي الطريق للملاهي الليلية.. كل هذا كان يحدث وأبي كأنه في غيبوبة لايعلم عني شيئا ولا يسألني من أين أنفق على نفسي ولا من أين لي هذا أو ذاك..


الهروب من البيت..!!


تواصل (عفاف) سرد الحكاية بالقول: بعد أن بدأت أشتهر وكثروا معارفي من عشاق المتعة تعلمت الاتجار بالمخدرات وكنت أبيعها للزبائن الذين معظمهم من الشباب ثم وصل بي الحال إلى طريق اللاعودة فقررت الهروب من البيت نهائيا وبالفعل نفذت قراري وقمت باستئجار شقة مكونة من غرفتين لأقيم فيها أنا وصديقتي وكنا نستقبل فيها الزبائن من الشباب الراغبين بالمتعة، لكن حبي الشديد للمال دفعني للتفكير في زيادة دخلي، ففكرت بالخروج وتوسيع نشاطي أكثر وامتهنت الرقص في الملاهي الليلية وبدأت في مجالسة الزبائن والتودد إليهم مقابل أجر مادي ثم تطور الأمر أكثر مما أتصور إلى أن سقطت في الهاوية.


نهاية المتعة.. مأساة


أخفت (عفاف) وجهها وبكت بشدة لكنها سرعان ما عادت من صمتها وواصلت كلامها قائلة: عرفت طريق الشقق المفروشة.. مارست كل أصناف وأنواع المتعة واختليت مع رجال أشكال وألوان لم أقل لا أو أتردد في أي شيء كانوا يطلبونه مني، وحصلت على مبالغ مالية كبيرة من بعض راغبي المتعة الحرام.. لكن لكل شيء نهاية وسكة الحرام نهايتها تعيسة دائما وهذا ما انتهت إليه قصتي كما ترون.

زر الذهاب إلى الأعلى